الدرس الحادي والأربعون الضمان الاجتماعي كما يصوره الإمام علي عليه السلام ان الضمان الاجتماعي له مجالات عديدة: منها المجال الاقتصادي، والمجال الحقوقي، والمجال الأمني، والمجال الأخلاقي والتربوي وغيرها. إلاّ انه عندما يطلق باللغة الاجتماعية المتداولة فان الإطلاق ينصرف أكثر فأكثر إلى المجالين الأولين (الاقتصادي والحقوقي) ومن هنا ـ ولعدم توفر الفرصة لدراسة كل الجوانب ـ فقد اقتصرنا على الجانب الأول آملين أن نعطي نظرة سريعة مستندة إلى نصوص نهج البلاغة، رغبةً في استجلاء الصورة الإسلامية المُثلى. موجز في التصور الاقتصادي الأمثل للإسلام: ان الإسلام دين واقعي فطري ولذا فهو لا يعمل على إغفال الحقائق الخارجية ومنها الحقيقة الفطرية كما يسعى بكل الأساليب للارتفاع بمستوى الواقع إلى الشكل الأمثل. وعلى هذا فقد لاحظ الإسلام في تصوره للوضع الاقتصادي السليم، واقع الإنسان ودوافعه، وواقع المساحة التي يعيشها ومن ثم خطط لإسعاد المجتمع في هذا المجال ضمن تخطيطه العام الأوسع.