3 ـ الشيخ محمّد السفاريني المتوفّى سنة ثمان وثمانين بعد المائة والألف، في كتابه «لوامع الأنوار البهيّة» قال: «وقد كثرت بخروجه ـ يعني المهدي ـ الروايات، حتّى بلغت حدّ التواتر المعنوي»، وأورد الأحاديث في خروج المهدي، وأسماء بعض الصحابة الذين رووها، ثّم قال: «وقد روي عمّن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي الله عنهم بروايات متعدّدة، وعن التابعين من بعدهم، ما يفيد مجموعه العلم القطعي، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرّر عند أهل العلم، ومدوّن في عقائد أهل السنّة والجماعة»[77]. 4 ـ القاضي محمّد بن علي الشوكاني المتوفّى سنة خمسين بعد المائتين والألف، وهو صاحب التفسير المشهور، ومؤلّف «نيل الأوطار»، قال في كتابه «التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجّال والمسيح»: «فالأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها: خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شكّ ولا شبهة، بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحرّرة في الأُصول، وأمّا الآثار عن الصحابة المصرّحة بالمهدي، فهي كثيرة جداً، لها حكم الرفع ; إذ لامجال للاجتهاد في مثل ذلك». وقال في مسألة نزول المسيح (عليه السلام) : «فتقرّر أنّ الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، والأحاديث الواردة في الدجّال متواترة، والأحاديث الواردة في نزول عيسى (عليه السلام) متواترة»[78].