أحاديث هؤلاء بين صحيح وحسن وضعيف[149]. وقال الشيخ محمد أنور شاه الكشميري المتوفّى سنة 1352 هـ في كتابه «عقيدة الإسلام»: أخرج مسلم في نزول عيسى (عليه السلام) عن جابر يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «لا تزال طائفة من أُمتي يقاتلون على الحقّ، ظاهرين إلى يوم القيامة». قال: «فينزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أُمراء ; تكرمة الله هذه الأُمّة». قال الكشميري: المراد به: أنّه لا يؤمّ في تلك الصلاة، حتّى لا يتوهّم أنّ الأُمّة المحمدية سُلبت الولاية[150]. هذه بعض الكلمات التي وقفت عليها لبعض أهل السنّة والأثر في شأن المهدي، والاحتجاج بالأحاديث الواردة فيه، وأعني بأهل السنّة والأثر: أهل الحديث ومن سار على منوالهم، ممّن جعل مستنده في الاعتقاد كتاب الله وما ثبت عن رسوله (صلى الله عليه وآله) ، دون الاعتراض على ذلك بخيال يسمّيه صاحبه معقولاً. الثامن: ذكر من وقفت عليه ممّن حُكي عنه إنكار أحاديث المهدي أو التردّد في شأنه، مع مناقشة كلامه باختصار فإن قال قائل: قد أكثرت من النقل عن أهل العلم في إثبات خروج المهدي في آخر الزمان، فلماذا ؟ وهل وقفت على ذكر إنكار أحد لخروج المهدي، أو التردّد في شأنه على الأقلّ ؟ والجواب عن السؤال الأول هو: أنّني أوردت بعض ما وقفت عليه من كلام أهل العلم، بشأن خروج المهدي في آخر الزمان، لتزداد ثباتاً ويقيناً بأنّ اعتقاد خروجه