آخر الزمان هو الجادّة المسلوكة، ولتعلم أنّه الحقّ الذي لا يسوغ العدول عنه، والالتفات إلى غيره. وعمدة أهل العلم في ذلك: الأحاديث الواردة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) فيه، إذ لا مجال للرأي في مثل هذا الأمر، بل سبيله الوحيد هو الوحي ; لأنّه من الأُمور الغيبية. أمّا الجواب عن السؤال الثاني فهو: أنّي لم أقف على تسمية أحد في الماضين أنكر أحاديث المهدي، أو تردّد فيها، سوى رجلين اثنين. أمّا أحدهما: فهو أبو محمد ابن الوليد البغدادي، الذي ذكره ابن تيمية في منهاج السنّة، وقد مضى حكاية كلام ابن تيمية عنه، وأنّه قد اعتمد على حديث «لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»، وقال ابن تيمية: «وليس ممّا يعتمد عليه ; لضعفه»[151]. وسبق في أثناء الكلام الذين نقلت عنهم أنّه لو صحّ هذا الحديث لكان الجمع بينه وبين أحاديث المهدي ممكناً. ولم أقف على ترجمة لأبي محمد المذكور[152]. وأمّا الثاني فهو عبد الرحمان بن خلدون المغربي المؤرِّخ المشهور، وهو الذي