/ صفحه 181/

اَلّغُةْ وَالأدبُ
بَيْنَ الْجًديد والْقديمْ
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ عبد الجواد رمضان
المدرس في كلية اللغة العربية
انشعب الباحثون في اللغة العربية وآدابها، منذ مشرق النهضة الأدبية الحديثة، إلى ثلاث شعب:
فأما الشعبة الأولى: فقد مضت على سنن المنهج القديم، تترسمه، وتتعمقه، وتؤمن به إيمانا لا يخامره ريب، وتنافح عنه نفاح المجاهد المستميت، ثقة منها بأنه الدرب الذي لا يصل العربى بعامّةٍ إلى إدراك أسرار البيان العربي، وإلى نواحى الجمال فيه، ولا يصل المسلم بخاصة إلى دلائل إعجاز القرآن الكريم الذي هو عروة الإسلام وجماعه ـ إلا أذا سار عليه.
وأما الأخرى: فقد وردت موارد الشعبة الأولى، فنهلت، وعلّت وتملّت وتملأت، وأطالت الدرس والتأمل، وغاصت إلى الأعماق، ثم أسعدتها حيواتها الخاصة، بالاطلاع على مناهج البحث والنظر في بعض لغات الغرب، فاستعارت عنها أفضل ما فيها، مما ظهر أثره في استيفاء الوسائل، وتوسيع آفاق البحث، وتهذيب العرض، وعظم الفوائد التي يصل إليها الباحث من أقرب طريق.
ولقد اشتعلت نارالحرب بين هاتين الشعبتين زمنا طويلا، وكان اشتعالها في أول الأمر طبيعيا، لأثر القديم الموروث في النفوس، ولسوء الظن بكل ما هو غربي