/ صفحه 379/
نظم الحكم كما براها الإسلام
لحضرة صاحب الفضيلة
الأستاذ الجليل الشيخ عبد العزيز المراغى بك
عضور جماعة كبار العلماء والإمام الخاص للحضرة الملكية
وعدت في حديثى الماضى بالكلام على معنى الحكومة اطية الثيوقر أو الحكم الإلهى ـ كما يسمونه ـ، لأن كثيراً من الكاتبين في نظم الحكم الدستورية وصفوا حكومة الإسلام بأنها حكومة ثيوقراطية دينية، وخلصوا من ذلك إلى أن النظم الديمقراطية العصرية لا تلأئم الإسلام، وهو بدروه لا يقرها، وعلى ذلك لا يمكن أن يحقق الإسلام للناس نظاما متطوارا يرضى حاجاتهم، ويساير الزمن ورقيه وتقدمه.
فما هى الثيوقراطية؟ وهل حكومة الإسلام ثيوقراطية حقا؟ وهل وضع الإسلام نظاما جامدا لا حياة فيه، ولا يرضى الناس عندما يتقدم الزمن؟.
الثيوقراطية نظام حكومة دينية ينفذ القائم على رأسها تعاليم إلهية محددة لا يحاسب عليها إلا أمام الله، فلا سلطان لأحد في حسابه، يفعل ما يجب أن يخضع له الشعب، لأن ما يفعله مستمد من أمر الله، أو بوجه أدق من أمر إله، هذا النظام قد عرف في العالم منذ أقدم العصور: عرفته مصر الفرعونية، وعرفته الهيودية في عهد أنبيائها وقضاتها وملوكها، وعرفته المسيحية في القرون الوسطي.