/ صفحة 246 /
تعليق على مقال:
الاجتهاد في نظر الإسلام
لحضرة صاحب السعادة على عبدالرازق باشا
قرأت في العدد الأخير من مجلة(رسالة الإسلام) المؤرخ جمادى الآخرة سنة 1370 هـ، ابريل سنة 1951 م، بحثا قيما لحضرة صاحب العزة الكتاب الكبير الأستاد الدكتور أحمد أمين بك تحت عنوان:"الاجتهاد في نظر الإسلام" وقد جاء في صدر هذا البحث أنه كان يتجادل معى، وكنا نستعرض حال المسلمين وما صاروا إليه من جمود ; فقلت فيما قلت:"ان دواء ذلك أن نرجع إلى ما نشر ته قديماً من أن رسالة الإسلام روحانية فقط، ولنا الحق فيما عدا ذلك من مسائل ومشاكل....الخ.
وقفت أمام ناظرى كلمة "رسالة الإسلام روحانية فقط" ولم تشأ أن تمر من غير أن تثير ذكرى قصة قديمة لهذه الكلمة معى، وتبعث من جديد في خاطى صوراً من هذا الصراع الذي احتدم يوم نشرت كتاب "الإسلام وأصول الحكم" فقد زعم الطاعنون الذين جعلوا في قلوبهم الحمية يومئذ: أننى في ذلك البحث قد جعلت الشريعة الإسلامية شريعة روحية محضة، ورتبوا على ذلك ما طوعت
لهم أنفسهم أن يفعلوا، أما أنا فقد رددت ذلك عليهم وقلت لهم يومئذ صادقا ومخلصاً:" اننى لم أقل ذلك مطلقاً لا في هذا الكتاب ولا في غيره، ولا قلت شيئا يشبه ذلك الرأى أو يدانيه" ثم كان ما كان من لدد في الخصومة، وتماد في الحق وفي الباطل، ومصابرة في الهجوم وفي الدفاع إلى أن قامت هدنة طال أمدها، والله وحده يعلم هل تمت الرواية أم لم تتم فصولا!.