/ صفحة 35 /
جولةٌ بين الآراء
لحضرة صاحب الفضيلة
الأستاذ الكبير الشيخ محمد تقي القمي
السكرتير العام لجماعة التقريب
تختلف الآراء في أمر رسالة التقريب: فمن قائل إنها أمر ليس يصعب تحقيقه فقط، بل يكاد يكون مستحيلا، أليست الخلافات قد استحكمت منذ قرون؟ أليست كتب كل طائفة مشحونة بالطعن في غيرها؟ أليست الخلافات موجودة في الأحكام الفقهية وأدلتها، وإلى جانبها خلافات في الأصول الكلامية مشهور أمرها؟ أمن المعقول أن يتشيع السني أو يتسنن الشيعي؟
ومن قائل إن التقريب حقيقة واقعة، فالأفكار تهذبت، والعقول تبصرت، والأجناس المختلفة تتجمع، والأديان تتكتل، وروح التسامح تسود المسلمين وغير المسلمين، فكيف بأبناء دين واحد! هل نرى اليوم حرباً بين السنة والشيعة؟ هل نسمع عن معارك بينهم؟ هل يخاصم الشيعي السني، أو يجافي السني الشيعي؟ هل يختلف هؤلاء وأولئك في هذا العصر ـ عصر الذرة ـ في أمور لا ترتبط بالحياة في شيء، أوفي مسائل انقضى زمانها؟ هل هناك مشكلة لنعالجها؟
هذا ما يقول به الفريقان المتناقضان؛ فريق يحسب أن الجهود التي تبذل للتقريب سعي وراء المحال، وآخر يراها تحصيل حاصل.
والفريق الأول يتكون في الغالب ممن لا يعرف مهمة التقريب على حقيقتها ولم يدرس برامجها، بل غاب عنه مدلول الاسم، فحسب التقريب توحيداً؛ أومن