/ صفحة 59 /
التقريب بين المذاهب الإسلامية
ودراسة علم التوحيد
لفضيلة الأستاذ الجليل
الشيخ عبد المتعال الصعيدي
المدرس بكلية اللغة العربية
ـ 1 ـ
التقريب بين المذاهب الإسلامية غاية من أسمي الغايات، وهي السبيل إلى عودة المسلمين إلى سابق مجدهم، لأن التقريب بين مذاهبهم يوحد بينهم، ويعيد عهد الإخاء الذي مكن لهم في الأرض، بما كان لهم فيه من طهارة وقداسة، جذبت الناس إلى دينهم، ونشرته بسرعة فائقة في سائر أنحاء الأرض.
ولكن هذه الغاية لا يمكن أن نصل إليها ما دامت دراسة علم التوحيد باقية على حالها القديم، بل لابد أن نعيد تدوينه من جديد، لندرس فيه الفرق الإسلامية دراسة جديدة تقرب بينها، وتجعل منها فرقاً متصافية متحابة، لا يفرق بينها الخلاف في الرأي، ولا يجعل فرقة منها تنظر بعين العداء إلى الفرقة الأخرى، لأنها ضالة أو فاسقة في نظرها، إلى غير هذا من الأوصاف التي تكيلها كل فرقة للأخرى في ذلك العلم، ولا يمكن أن يكون التقريب بين المذاهب معها خالصا ظاهراً وباطناً.
لقد نشأ علم التوحيد بين الخصام والعداء ثم شب وشاخ بينهما، حتى تأصلت