/ صفحة 248/
الديموقراطية الصحيحة
لحضرة الأستاذ الجليل محمد على علوبه
رئيس جماعة التقريب
تكاد كلمة الديمقراطية تكون غير معروفة في مصر حتى أواخر القرن الماضى وإنّما لهجت بها بعض الالسن وسطرها بعض الكتاب الممتازين منذ أوائل هذا القرن. ذلك بأن الاحتلال الاجنبى كان ضاغطا على البلاد، وعلى العقول حتى كانت نسبة الامية في تلك السنين السود أكثر من 90% بين الذكور، وتكاد تكون عامة بين الاناث، والمحتل بطبيعة الحال لايرى سلاحا يثبت استعماره واحتلاله أقوى من سلاح الابقاء على جهل الامم المستعبدة، وعدم التفكير في انهاضها أو مساعدتها على النهوض العلمي والفكرى.
بدأ بعض المثقفين في مصر يلهجون بذكر الديمقراطية تارة في خطبهم، وطورا على صفحات الصحف، وكنت ألحظ في الشباب المثقف القيام ببعض المظاهرات التى يطالبون فيها بالدستور.
واختلط الأمر على كثير من أعيان البلاد ووجهائها، كما يمكن أن يختلط الأمر الآن على غير المثقفين ثقافة كاملة في معنى كلمة الديمقراطية كما يفهمها رجالها في الوقت الحاضر، وعلى الوضع الذي يجب أن تكون عليه.
فما هي الديمقراطية الحقة؟ هل هي الدستور؟ هل هي البرلمان؟ هل هي العدل الشامل؟ هل هي الاخلاق؟ هل هي مراقبة أعمال الحكومة؟ هل هي ايقاظ الضمير؟ هل هي الإنسانية؟