/صفحة 206/
أين الذين على التلا عِ تبوءوا الوطنَ الحجيزا
سحبوا وراءهم الجيو شَ وطالما سحبوا الخزوزا
وفي قافية الغين:
أقول لها لما التقينا على منًى وأبرزَها ذاك الخمِار المصبَّغُ
وأبدت صدودا لم يكن عادة لها وقد يتجنى في الهوى المتمرِّغ
لقد خان من أدّى المحال إليكم ومانَ علينا في المقال المبلغ
شغلنا وأنتم فارغون ولم يعُجْ على ذي اشتغال دهرَه المتفرغ
كأني أشكو الحب شكوى مجمجمٍ فتًى ضل عن وادي البلاغة ألثغ
وشعر المرتضى ذو قيمة تاريخية عظيمة، فقد كان المرتضى على صلة برجال دهره، وكان معنياً بتسجيل كثير من المناسبات التاريخية، فبذلك يعد شعره سجلا فسيح الجنبات، مرآة صادقة للعصر الذي كان يحياه.
وللشريف المرتضى مجال واسع في مدح الخلفاء والوزراء والأشراف، ولم يكن يسترفد أو يستجدي بشعره، فقد كان ذا ثراءٍ عريض وسعة في العيش.
وهو حين يمدح الخلفاء ويمجدهم يذكر في شعره أنه من عشيرة الخليفة، وأن الأرومة الهاشمية جمعت بينهما، فكأنه إنّما يمدح الخليفة ليفخر بنفسه. يقول في مدح الخليفة القادر:
وأنا الذي ينمى اليك ولاؤه أبدا كما ينمى اليكم مولدى
ويقول في تعزيته له عن ولده:
فخراً بني عم الرسول فأنتم أزكى المغارس في الأنام وأطيبُ
إرث النبي لكم ودار مقامة والوحي يتلى بينكم أو يكتب
والبُرد فيكم والقضيب وأنتم الـ أدنَونَ من أغصانه والأقرب
وأخوه الشريف الرضي كان ينهج هذا المنهج في مدح الخلفاء، إذ يقول للخليفة القادر:
عطفاً أمير المؤمنين فإننا في دوحة العلياء لا نتفرق
ما بيننا يوم الفخار تفاوت أبداً كلانا في المعالي مُعرق
إلا الخلافة ميّزتْك فإنني أنا عاطل منها وأنت مطَوَّق