ـ(110)ـ
يقول الشيخ حسن العاملي: (فلما اندرست تلك الآثار واستقلت الأسانيد بالأخبار، اضطر المتاخرون إلى تمييز الخالي من الريب، وتعيين البعيد عن الشك، فأصطلحوا على ما قدمنا بيانه)(1).
وليس الحكم خاصاً بالكتب الشيعية فقط، بل هذا هو رأي مدرسة أهل البيت بجميع كتب الصحاح.
يقول السيد محي الدين الغريفي: (وإن غاية ما يقال في اعتبار صحاح أهل السنة:
إنّ مؤلفيها قد اجتهدوا في صحة أخبارها، فالبخاري اجتهد في صحة الأحاديث التي أثبتها في صحيحه، وهكذا كلّ مؤلف اجتهد في صحة أحاديث كتابه، وقلدهم خلفهم في ذلك)(2).
ولو قدر للمدرسة الأولى أن تنتهج منهج المدرسة الثانية في توثيق الأخبار، لاتسعت خطى التقارب بين المذاهب الإسلاميّة. فنرجو من الله تعالى أن يوفقنا لذلك.
__________________________________
1 ـ منتقى الجمان 1: 14.
2 ـ قواعد الحديث: 147.