وليس قبلها اسم إنما قبلها في اللفظ حرف وهو أمَّا فتنكَّبوا ذلك لمَا ذكرنا ووسَّطوها بين الحرفين ليكون قبلها اسم وبعدها آخر فتأتَي على صورة العاطفة فقالوا أمَّا زيد فمنطلق كما تأتي عاطفةً بين الاسمين في نحو قام زيد فعمرو وهذا تفسير أبي عليّ C تعالى وهو الصواب .
ومثله امتناعهم أن يقولوا انتظرتُك وطلوعَ الشمس أي مع طلوع الشمس فينصبوه على أنه مفعول معه كما ينصبون نحو قمت وزيدا أي مع زيد قال أبو الحسن وإنما ذلك لأن الواو التي بمعنى مع لاتستعمل إلاَّ في الموضع الذي لو استُعِملت فيه عاطفةً لجاز ولو قلت انتظرتك وطلوعُ الشمس أي وانتظركَ طلوعُ الشمس لم يجز أفلا ترى إلى إجرائهم الواو غير العاطفة في هذا مُجرى العاطفة فكذلك أيضا تجرى الفاء غير العاطفة في نحو أمّا زيد فمنطلق مجرى العاطفة فلا يؤتى بعدها بمالا شبيه له في جواز العطف عليه قبلها .
ومن ذلك قولهم في جمع تمرة وبُسْرة ونحو ذلك تَمَرات وبُسرات فكرِهوا إقرار التاء تناكُرا لاجتماع علامتي تأنيث في لفظ اسم واحد فحذفت وهي في النيَّة مرادة البتَّة لا لشئ إلا لإصلاح اللفظ لأنها في المعنى مقدَّرة منويّة