البينات والهدى أجرا إلا أن تودوا الله وتتقربوا إليه بطاعته ووجه عدم المنافاة أن من جملة مودة الله سبحانه والتقرب إليه مودة رسوله وأهل بيته وذكر بعض معاني اللفظ لا ينافي ما لا يضاده منها فضلا عما يومىء ويشير إليه .
وقيل الآية منسوخة لأنها نزلت بمكة والمشركون يؤذونه أمرهم بمودته وصلة رحمه فلما هاجر إلى المدينة وآواه الأنصار ونصروه ألحقه الله بإخوانه من الأنبياء فأنزل قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله سبأ 47 ورده البغوي بأن مودته وكف الأذى عنه ومودة أقاربه والتقرب إلى الله بالطاعة والعمل الصالح من فرائض الدين أي الباقية على ممر الأبد فلم يجز ادعاء بنسخ الآية الدالة على ذلك فإن هذا الحكم الذي دلت عليه باق مستمر فكيف يدعي رفعه ونسخ وإلا المودة استثناء منقطع أي لكني أذكركم أن تودوا القرابة التي بيني وبينكم فليس ذلك أجرا في مقابلة أداء الرسالة حتى تكون هذه الآية منافية للآية المذكورة التي استدلوا بها على النسخ .
وقد بالغ الثعلبي في الرد عليهم فقال وكفى قبحا بقول من زعم أن التقرب إلى الله بطاعته ومودة نبيه وأهل بيته منسوخ انتهى .
ويصح دعوى أنه متصل بخبر الملا في سيرته إن الله جعل أجري عليكم المودة في القربى وإني سائلكم عنهم غدا .
وحينئذ فتسمية ذلك أجرا مجاز