وأنّه سيظهر في آخر الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً. وقد اعتنق هذه العقيدة بالمهدي (عليه السلام) البعض من علماء بقية الفرق من المسلمين وآمنوا بها[2]، والبقية منهم وإن لهم لم يوافقوا مذهب أهل البيت، إلاّ أنّهم، وافقوهم في الكثير ممّا ورد بشأن المهدي (عليه السلام) ، وهذا الاشتراك هو عامل مهمّ من عوامل وحدة المسلمين، ونقطة التقاء بين المذاهب الإسلاميّة. وإيماناً منّا بجميع ما تقدّم، ومساهمةً في رفد المكتبة الإسلامية بأثر مهمٍّ ضمَّ المئات من الآثار والأحاديث النبوية الواردة في المهدي (عليه السلام) ، قمنا بتحقيق هذا الأثر، ألا وهو كتاب «العرف الوردي في أخبار المهدي» للحافظ جلال الدين السيوطي. ترجمة السيوطي اسمه ونسبه الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي أو (الاسيوطي) [3] الخضري[4] المصري الشافعي، ولد بالقاهرة سنة 849 للهجرة، ونشأ يتيماً، وحفظ القرآن وألفية ابن مالك ومنهاج الفقه للبيضاوي والمنهاج للنووي وله ثمان سنين.