ـ(86)ـ
والمنافرة، لا المتابعة والمياسرة، وأن جهاد النفس لهو الجهاد الأكبر لو كانوا يعلمون.
ثم يقول الشيخ شلتوت (ره).
(فإذا كنت أقدم هذا الكتاب للمسلمين في كل مذهب وفي كل شعب فإنما أقدمه لهذه المزايا وأمثالها، وليعتبروا بخير ما فيه من العلم القوي، والنهج السوي، والخلق الرضي.
إن المسلمين ليسوا أرباب أديان مختلفة، ولا أناجيل مختلفة، وإنما هم أرباب دين واحد، وكتاب واحد، وأصول واحدة، فإذا اختلفوا فإنما هو اختلاف الرأي مع الرأي والرواية، والمنهج مع المنهج، وكلهم طلاب الحقيقة المستمدة من كتاب الله، وسنة رسول الله، والحكمة ضالتهم جميعا ينشدونها من أي أفق).
فأول شيء على المسلمين وأوجبه على قادتهم وعلمائهم أن يتبادلوا الثقافة، والمعرفة، وان يقلعوا عن سوء الظن، وعن التنابز بالألقاب، والتهاجر بالطعن وأسبابه، وأن يجعلوا الحق رائدهم، والإنصاف قائدهم، وأن يأخذوا من كل شيء بأحسنه.
[فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب](1)
_________________________
1 ـ الزمر: 18.