الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية

حديث التقريب ... بيت العنكبوت

حديث التقريب ... بيت العنكبوت

فيما يلي نص حديث التقريب....بعنوان بيت العنكبوت....  للامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية  سماحة حجة الاسلام و المسلمين الدكتور "حميد شهرياري"  :


             بسم الله الرحمن الرحيم

بعد فرار جيش العدوّ الصهيوني أمام قوى حزب الله في مايو (أيار) عام 2000 قال سيد المقاومة السيد حسن نصر الله: إن إسرائيل هذه التي تملك أسلحة نووية وأقوى سلاح جو في المنطقة هي والله أوهى من بيت العنكبوت وثبت ذلك على ساحة المعركة.

وفي العام الماضي قال الإمام السيد علي الخامنئي في حديث أمام جمع من الجماهير: كما أن سفينة تايتانيك المعروفة قد غرقت رغم ماكان مظهرها محاط بالعظمة والجلال، كذلك أمريكا لاينقذها من الغرق ما تحيط به نفسها من مظاهر العظمة والجلال. وفي الأسبوع الماضي شهد العالم ما واجهت أمريكا من سقوط جعل المراقبين يتحدثون عن عالم مابعد أمريكا.

ليس حديثنا عن أمريكا ولا عن العدوّ الصهيوني فالمستقبل سوف يكشف أكثر عن مصاديق بيت العنكبوت وعن السفينة المعروفة لكننا من موقع المجمع العالمي للتقريب نتوجه إلى الذي تخلوا عن كل التزاماتهم الدينية والقومية والوطنية، وذهبوا مهرولين نحو العدوّ الصهيوني ليطبّعوا معه بناء على أوامر واشنطن. حديثنا مع أولئك الذين جعلوا أمريكا تدخل المنطقة وتهدّد أمنها واستقرارها وتتدخل في دقائق شؤون أكثر بلدانها، وترتكب ألوان الجرائم الدموية والاقتصادية والسياسية، وتعبث بثقافتها ومقدراتها.

نتوجه إلى هؤلاء لأننا حريصون على عزّة الأمة الإسلامية، وبدون هذه العزّة لايمكن أن تتحقق وحدة الأمة التي هي الهدف الكبير لهذا المجمع، ولأننا حريصون على إزالة الموانع من أمام مسيرة المسلمين نحو تكاملهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبدون ذلك لا يمكن أن نصل إلى الهدف الأسمى لمسيرة التقريب بل لمسيرة العالم الإسلامي وهو بناء الحضارة الإسلامية الحديثة.

نتوجه أيضًا في حديثنا إلى المبهورين بقوة أمريكا والعدوّ الصهيوني مما أدّى بهم إلى هزيمة نفسية، ونسيان الأهداف الكبرى للإنسان، والوقوع في مستنقع العمالة والذيلية والانحطاط الخلقي.

قبل عشرين عامًا ثبتت مقولة بيت العنكبوت بالنسبة للعدوّ الصهيوني واليوم تنبت هذه المقولة بالنسبة للنظام الأمريكي. فمتى يصحو المخدوعون والمبهورون بالزيف الاعلامي لأعداء الأمة.

إذا كان هؤلاء المهزومون يرون في اللجوء إلى أعداء الأمة عزّة لهم فهم واهمون، ولابدّ أن يؤمنوا بما أثبتته الأحداث بأن "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ" لابد أن يؤمنوا بما أثبتته الأحداث المتوالية أن الذي يسعون إليه ليس ماءً بل هو سراب "بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا".

نتوجه بالدعوة إلى كل المخلصين في العالم الإسلامي لعقد مؤتمرات وندوات حول منطقتنا مابعد زوال العدوّ الصهيوني، وحول العالم مابعد أمريكا.

فمثل هذا النشاط يلامس وقائع عالمنا، ويقرّبنا من صنع مستقبلنا، ويقوّي المعنويات المهزوزة أمام زمجرة الطواغيت.
سيكون انهيار سلطة الكيان الصهيوني وسلطة النظام الأمريكي بيد الصهاينة أنفسهم وبيد الأمريكيين أنفسهم وبيد المؤمنين "وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون".
 
 
              الدكتور حميد شهرياري
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية